PDA

مشاهدة نسخة كاملة : تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم


S.E.M.Y.A
23-03-2008, 11:11 PM
التعظيم منزلة فوق المحبة ، وليس كل محب معظما ، فالوالد يحب ولده ولا يعظمه ، والأمير قد يحب المأمور ولا يعظمه ، والولد يحب والده ويعظمه ، والمأمور يحب آمره ويعظمه .

فالتعظيم رتبة زائدة على المحبة ، والذي يدعو إليها إفاضة الخير من المعظَّم إلى المعظِّم ، وعجز المعظِّم الدائم عن رد جميل المعظَّم .

ولا أحد من البشر أعظمَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعَصَمَ به لنا أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في الدنيا ، وهدانا له ، فلو أنا أطعناه آوانا إلى جنات النعيم .

فأية نعمة توازي هذه النعم ؟ وأية منة تقابل هذه المنة التي تفضل الله سبحانه وتعالى بها علينا وامتن ؟ ثم إنه سبحانه وتعالى ألزمنا طاعته ، وتوعدنا على معصيته بالنار ، ووعدنا باتباعه بالحنة .

فأي رتبة أعظم من هذه الرتبة ؟ وأي درجة في العمل تساوي هذه الدرجة ؟.

فحق علينا أن نحبه وأن نجله ونعظمه أكثر من إجلال الولد لوالده ، والمأمور لآمره ؛ وقد نطق الكتاب العزيز بذلك ، قال الله جل ثناؤه : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) [الأعراف:157] .

فأخبر تعالى أن الفلاح لمن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعزره ونصره ، واتبع ما جاء به ، والتعزير معناه التفخيم والتعظيم والإعانة والتقوية .

وقال تعالى : ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقره ) [الفتح:8–9] .

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى ( وتوقروه ) : هو الاحترام والإجلال والإعظام .

قال الطبري في تفسيره : أمر الله بتسويده وتفخيمه .

أخرج البخاري بسنده إلى أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ) ؟ ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال : ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته .

ونقل القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) [النور:63] عن سعيد بن جبير ومجاهد : المعنى ، قولوا يا رسول الله ، في رفق ولين ، ولا تقولوا يا محمد ، بتجَهُّم . وقال قتادة : أمرهم أن يشرِّفوه ويفخِّموه .

ومن ثم كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلونه ويعظمونه .

روى البيهقي قصة الحديبية وما كان من عروة بن مسعود الثقفي ، قال المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : ثم جعل عروة يَرمُق صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلَّك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون النظر إليه تعظيما له .

قال : فرجع عروة لأصحابه فقال : أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملِكا قط يعظمه أصحابه تعظيم أصحاب محمد ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيما له .

وروى أحمد عن صفوان عسال المرادي قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إذ ناداه أعرابي بصوت جَهوري ، فقال : يا محمد ، فقلنا : ويحك ، اغضض من صوتك ، فإنك قد نهيت عن ذلك .. إلخ الحديث .

وكفى بربنا هاديا عباده ، دالا إياهم على تعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم بالآيات التي مرت ، وبالقسم بحياته صلى الله عليه وسلم . وقد نهانا رسول الله أن نقسم بغير الله . ولله أن يقسم بمخلوقاته .

قال الله تعالى : ( لعَمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) [الحجر:72] .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : أكثر المفسرين من السلف والخلف – بل لا يعرف في السلف فيه نزاع – أن هذا قسم من الله بحياة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وهذا من أعظم فضائله أن يقسم الرب بحياته ، وهي مزية لا تعرف لغيره ، فهل بعد هذا التعظيم تعظيم ؟.

وأصله ضم العين من العُمر ولكنها فتحت لكثرة الاستعمال ، ومعناه وبقائِك يا محمد ، وقيل : وحياتِك ، وهذا نهاية التعظيم ، وغاية البر والتشريف .

ومن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره تعظيم أمره ونهيه ، وصرف السمع إليه والإقبال بالقلب عليه ، ثم الإذعان والنزول عند أمره ، والتوقي من معارضته .

ومن تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيمه بعد موته صلى الله عليه وسلم ، فلا تُرفع الأصوات عند قبره ، ولا يُتكلم عنده في لهو ولا لغو ولا باطل ولا شيء من أمر الدنيا مما لا يليق بجلال قدره ومكانته .

قال القاضي عياض : ناظر أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك : يا أمير المؤمنين ، لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوما فقال : ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ومدح قوما فقال : ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ) وذم قوما فقال : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) وإن حرمته ميتا كحرمته حيا . فاستكان لها أبو جعفر .

ومن تعظيم النبي تعظيم أصحابه الذين أثنى الله عليهم ، وتعظيم مدينته .

ومن تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة الصلاة والسلام عليه .

اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم كلما ذكرك الذاكرون ، وكلما غفل عن ذكرك الغافلون ، وأحينا على محبته ، وأمتنا على سنته وملته ، وأنلنا شفاعته يوم القيامة يا أرحم الراحمين .

،،،

،،

،

فرسان الاسلام
24-03-2008, 01:18 AM
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

أبو عيــاد
25-03-2008, 01:16 AM
جزاك الله كل خير .
ونفع لله بما كتبت , ولاحرمك ربي الاجر .

مع كل الود :)

firas_n
26-03-2008, 10:10 PM
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد نحن خلفك يا رسول ولن نخذلك ابدا

TH
26-03-2008, 10:11 PM
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد