PDA

مشاهدة نسخة كاملة : محاولة الإساءة إلى رسول الله .. من سببها ؟


S.E.M.Y.A
14-04-2008, 08:07 PM
أيها الإخوة
تأملوا في حياة المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نهاية الخلافة الإسلامية
وأصغوا السمع جيداً إلى ما يقوله التاريخ عن تصرفات الأمم الأخرى غير الإسلامية
هل حصل في هذا التاريخ كله أن أناساً من غير المسلمين تطاولوا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
هل حصلت محاولات للإساءة إليه بأي وسيلة من الوسائل المعروفة آن ذاك ؟

لن تجدوا شيئا من هذا القبيل
( على الرغم من عداوتهم وعلى الرغم من الحروب الكثيرة التي أعلنت ضد المسلمين كالصليبية وغيرها )
لن تجدوا شيئا من ذلك في هذا التاريخ الطويل كله
فما السبب ؟
لماذا يتطاول أناس اليوم بالوسائل الحديثة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حين أننا رأينا كثيراً من الحروب شبت من الصليبيين وغيرهم على العالم الإسلامي
ولكن دون أن نجد من حاول أن يتطاول على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

السبب هو أن المسلمين فيما مضى منذ أن التحق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى
إلى خواتيم الخلافة الإسلامية كانوا مرآة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرآة لأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرآة لشمائله صلى الله عليه وسلم

فكانت الأمم الشاردة عن دين الله عز وجل إذا التفتت إلى المسلمين وتأملت في واقعهم لم تجد فيهم
إلا مرآة للأخلاق الإنسانية الفاضلة وللشمائل الإنسانية المحببة
وكانوا يعرفون أنهم في هذا إنما يمثلون سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

هذا هو الذي ألجم أفواهم من قالة السوء في حقه
وهو الذي حجبهم وحبسهم عن السلوك إلى سبيل أي تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد علمتم أن هرقل رأى ثلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن خلال الحوار الذي جرى بينه وبينهم علم من هو هذا الرجل الذي يسمى محمداً عليه الصلاة والسلام
وكاد أن يدخل في الإسلام لولا أنه آثر عرشه وملكه

،،،

،،

،
أما المسلمون اليوم في أغلبيتهم فقد أصبحوا مرآة لشهواتهم ولنزواتهم ولعصبياتهم

ينظر أعداء هذا الدين مشرقين ومغربين إلى واقع المسلمين اليوم
الذين ينتشون ويفتخرون بانتسابهم إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإذا بهم يتكالبون في سباق على الدنيا ولقمة العيش ، ويؤثرون دنياهم على دينهم الذي يعتزون به
ما أسرع ما يخونون مبادئهم وقيمهم في سبيل عرض من الدنيا قليل أو كثير
ينظرون إليهم فيجدونهم مرآة للتخلف الأخلاقي على اختلاف الأصعدة

فهذا الذي يرونه في سيرة الناس المسلمين اليوم هو الذي جرأهم على أن يتطاولوا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولو أن المسلمين اليوم كانوا كأسلافهم بالأمس يتمثلون قول الله سبحانه وتعالى
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
ويطبقون هذه الوصية الربانية
إذن لما تأتى لأحد من أولئك الناس أن يتطاول برسم كريكاتيري أو بأي إساءة
أو بأي نوع من التطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مهما حُشيت أفئدتهم بالعداوة والبغضاء )

ولكننا نحن الذي جرأناهم على هذا أيها الإخوة

وهذا الواقع الذي لا أرتاب فيه يدعونا إلى أن نعود إلى أنفسنا
وأن نعيد النظر في ربط حياتنا الحاضرة بسيرة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كنا ممن يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرا

،،،

،،

،