اختار الله سبحانه وتعالى المدينة المنورة لخيرته وصفوته من خلقه صلى الله عليه وسلم وجعلها دار هجرته وتربته .

للمدينة أسماء كثيرة ، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى .

فمن أسمائها : طيبة وطائب وطابة وذلك لطيب رائحتها وأمورها كلها ولطهارتها من الشرك ، ولحلول الطَّيب بها صلوات الله وسلامه عليه ، ولطيب العيش بها ولكونها تنفي خبثها وتنصع طيبها .

وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا يكاد يجدها في غيرها .

ومن أسمائها بيت الرسول ، قال الله تعالى : ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ) أي من المدينة لاختصاصها به اختصاص البيت بساكنه .

ومن أسمائها الحرم لتحريمها ، والحبيبة لحبه صلى الله عليه وسلم لها ودعائه به .

وحرم الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه الذي حرمها .

وحسنة ، قال الله تعالى : ( لنبوئنهم في الدنيا حسنة ) أي مباهة حسنة وهي المدينة .

ودار الأبرار ، ودار الأخيار لأنها دار المختار والمهاجرين والأنصار .

وتنفي شرارها ، ومن أقام بها منهم فليست له في الحقيقة بدار وربما نقل منها بعد الإقبار .

ودار الإيمان ، ودار السنة ، ودار السلامة ، ودار الفتح ، ودار الهجرة .

فمنها فتحت سائر الأمصار ، وإليها هجرة النبي المختار ، ومنها انتشرت السنة في الأقطار .

والشافية ، لحديث أترابها شفاء من كل داء .

وقبة الإسلام ، لحديث المدينة قبة الإسلام .

والمؤمنة ، لتصديقها بالله حقيقة لخلقه قابلية ذلك فيها كما في تسبيح الحصى ، أو مجازاً لاتصاف أهلها به وانتشاره منها ، وفي الخبر : والذي نفسي بيده إن تربتها مؤمنة .

ومباركة ، لأن الله تعالى بارك فيها بدعائه صلى الله عليه وسلم لها وحلوله فيها .

والمختارة ، لأن الله تعالى اختارها للمختار من خلقه .

والمحفوظة ، لحفظها من الطاعون والدجال وغيرهما .

ومدخل صدق .

والمرزوقة ، أي المرزوق أهلها .

والمسكينة ، أو هي مسكن الخاشعين .

ومنها المقدسة ، لتنزهها عن الشرك وكونها تنفي الذنوب .

وأكالة القرى لغلبتها الجميع فضلاً وتسلطاً عليها وافتتاحها بأيدي أهلها فغنموها وأكلوها .

نسأل الله العظيم بوجاهة وجهه الوجيه ونبيه النبيه عليه أفضل الصلاة والسلام أن يجعلنا من ساكنيها المقربين في الحياة وبعد الممات ، إنه جابر المنكسرين وواصل المنقطعين .