عرض مشاركة مفردة
 
  #10  
قديم 03-09-2007, 11:19 AM
الصورة الشخصية لـ د \ رائف بدوي
د \ رائف بدوي د \ رائف بدوي غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
مشاركة: 115
مستوى تقييم العضوية: 19
د \ رائف بدوي is on a distinguished road
الافتراضي

المجتمع المدني مانريده وأكثر - رائف بدوي

المجتمع المدني ما نريده وأكثر

نشرت صحيفة عكاظ الصادرة بتاريخ 4 / 8 /2007 م
خبر مفاده بأن مجلس الشورى السعودي سيقر بعد أجازه الصيف نظام مؤسسات المجتمع المدني تمهيدا لرفعه للمقام السامي لإقراره.
لنعُرف في البدء مصطلح المجتمع المدني ، إن مؤسسات المجتمع المدني هي التشكيلات
التي تنشأ مستقلة عن الحكومة مثل المنظمات الثقافية والحقوقية والمهنية ، جمعية ، مؤسسة أهليه ، نقابة ، اتحاد ، منتدى .
فوجودها يؤطر الناس في مجتمعات على أسس حديثه وتنظيم أدائهم وعلاقاتهم بعيداً عن العصبوية ، وهي تصبح بمثابة قنوات يعبر من خلالها المواطنين عن أرائهم واحتياجاتهم ، وعن طريقها ينفذوا الأنشطة التي تخدمهم وتخدم المجتمع .
والتعريف الأكاديمي للمجتمع المدني هو : ( مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة ) ومن ما يميز مؤسسات المجتمع المدني رفضها للمؤسسات الاجتماعية الأولية كالجمعيات الأسرية والقبلية والطائفية والتي تستند في عضويتها على الوارثة وروابط الدم والأعراف القبلية والعصبية الطائفية .
وعندما طرح التنويريين السعوديون هذا المصطلح من خلال الصحف والمنتديات الثقافية والالكترونية لاقى مصطلح المجتمع المدني هجوماً عنيفاً بتجييش من قبل المؤسسة الدينية في البلاد ، حيث قاموا بإلصاق تهمة التغريب بمصطلح المجتمع المدني لكون فكره المجتمع المدني نشأت في الغرب ، ولأن نظام مؤسسات المجتمع المدني يشكل تهديداً وتحدياً للثقافة الوحيدة في المجتمع السعودي وهي الثقافة ألدينيه , فبعد إقرار النظام سيكون هناك ممارسة مشروعة ضمن هذا النظام بين الفكر الديني والفكر الاجتماعي , أي سيُلغي من قاموس المجتمع السعودي فكرة تفرد الفكر الديني في قيادة المجتمع، وسيُفتح باب التنافس لوجود حراك تنافسي ايجابي يصب في مصلحة العمل الاجتماعي والمجتمع، وأتذكر إحدى خطب سماحة الشيخ حسن الصفار والتي تحدث فيها عن التنافس الايجابي وتقدم المجتمع حيث قال ( التنافس :- حالة فكريه حاله طبيعية يدعمها العقل والمتنافس إنسان لديه طاقه وكفاءة وهذا المتنافس إذا كان في مجتمع متقدم تنمو طاقاته وقدراته ، أما إذا كان في مجتمع راكد متخلف فإن طاقاته تخبو وتوأد ، وهذا الكلام يجرى على الأفراد والجماعات .
وهنا كلمه رائعة لأمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه يقول (الناس بخير ما تفاوتوا فإذا تساووا هلكوا ) فا التفاوت هو الذي يذكي روح التنافس والتقدم .
والتنافس في مصلحة المجتمع فيه يفجر كل إنسان طاقتة وقدراته.
والسؤال الملح الآن ماذا نريد في هذا النظام ؟
نريد أن ينص النظام صراحةً على استقلالية عمل هذه المؤسسات عن الدولة ، فأن الاستقلالية الكاملة والحقيقية هي الضمان على نجاح وكفاءة عمل هذه المؤسسات .

كاتب سعودي .