عرض مشاركة مفردة
 
  #2  
قديم 06-04-2009, 11:47 PM
الصورة الشخصية لـ أنوار مكة
أنوار مكة أنوار مكة غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مشاركة: 127
مستوى تقييم العضوية: 16
أنوار مكة is on a distinguished road
Awt15

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يترك غياب الآباء عن المنزل لساعات طويلة أو لأيام أثراً خطيراً على نفسية الأبناء، فقد انتشرت ظاهرة غياب الأب عن المنزل وإهماله مسؤولية تربية الأبناء وآثارها السيئة، وذلك أمام اضطراره للارتباط بأكثر من عمل علّه يسد متطلبات الحياة الصعبة، متناسياً سنّة الله في أن يتربى الطفل بين والدين يشتركان في التوجيه والإرشاد والعناية والرعاية، وكثير من الأسر تعيش هذه المشكلة .. ترى ما شكل العلاقة بين زوجين لا يلتقيان إلا قليلاً؟ وكيف يُربى الأبناء بعيداً عن آبائهم؟ وهل غياب الأب يؤثر حقاً على نفسية الأبناء؟ وما هي أسباب تغيب الآباء ومكوثهم مدة طويلة خارج المنزل
إن دور الأب لا تقتصر أهميته التربوية على الأبناء في مرحلة الطفولة فقط؛ بل بالعكس يظهر دوره بوضوح في حياة الأبناء، خصوصاً في مرحلة المراهقة،
هناك سلبيات خطيرة في غياب الآباء عن أبنائهم منها ضعف الجانب العاطفي الأبوي، فانعدام المشاعر الأبوية تجاه الأبناء يؤدي إلى انعدام الحنان والمحبة بين الطرفين وحدوث حالات نفسية مكتئبة لدى الأبناء. فقد تحدث بعض الاضطرابات في حياة الطفل، ويتجلَّى ذلك في مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الطفل بين الحين والآخر، لا سيما أثناء النوم، أو بشكل أعراض نفسية جسدية (قضم الأظافر، تبول لا إرادي، عدم التركيز، كثرة النسيان، الميل للعزلة) شلل الهيكل التربوي نتيجة لغياب الأب المستمر، فتضعف الجوانب العلمية والفكرية والثقافية لدى الأبناء. وتحمل الأم العبء الأكبر من مسؤولية تربية الأبناء في جميع الجوانب، وهذا يؤدي بلا شك إلى تقصيرها في التربية، بسبب غياب دور الأب ومسؤوليته في المنزل. وتشير نتائج أحدث الدراسات التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى مدى تأثير الحالة الاجتماعية وحضور الآباء الفعّال على تقدم الأطفال في مراحل التعليم المختلفة بداية من فترة الحضانة الأولى، فالأطفال الذين ينحدرون من عائلات ثنائية العائلة (أب وأم) وجد أنهم يتمتعون بقدرات أفضل فيما يتعلق بالقراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية من أقرانهم الذين ترعرعوا في كنف عائلات أحادية العائل (عائلة بدون أب) حيث تتحمل الأم هنا كافة الأعباء النفسية والاجتماعية والاقتصادية. حدوث خلاف وشقاق مستمر بسبب تقصير الأب وغيابه المتكرر، وهذا يؤدي إلى التأثير السلبي على نفسية الأبناء. وغياب الأب يعني غياب القدوة والسلوكيات الدينية مثل اصطحاب الأب أبناءه إلى المسجد، والسلوكيات التربوية الحياتية اليومية مثل متابعة الأبناء واجباتهم المدرسية. انحراف الأبناء خاصة مع وجود عوامل مؤثِّرة كالتلفزيون والإنترنت. إن انشغال الأب بأمور الدعوة وتوعية المجتمع وغفلته عن مسؤوليته التربوية الأساسية أو غيابه بسبب أعماله التجارية بعد الوظيفة الرسمية قد تترك آثاراً سلبية في حياة الأبناء والأسرة، كما أن وجود خلافات مستمرة بين الزوجين قد تؤدي إلى هروب الأب من المنزل، وخاصة إذا كان هناك تقصير واضح من الزوجة تجاه زوجها في جذبها له (في نفسها وبيتها وأبنائها) مقابل ما يراه من مغريات كثيرة في المجتمع، ولا يقف تعليل هذه المشكلة بالنظر إلى تقصير الزوجة فقط، فقلة وعي الأب وكذلك لأهمية مسؤوليته تجاه بيته وأبنائه وزوجته أو عدم حرصه للارتقاء بمستوى زوجته وأبنائه من الناحية الدينية والثقافية (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) قد يكون سبباً في تهربه من المسؤولية وخروجه من المنزل. أن التربية السليمة هي التي يشترك فيها الأب والأم. والأب الذي يكون خارج البيت يرتكب خطأ فادحاً، فتركه للأبناء يجعلهم شخصية غير متوازنة، وتكون مساحة تأثير شخصية الأم على الأبناء كبيرة، فيصبح الابن مثلاً عاطفياً بشكل زائد، وهو أمر غير مرغوب فيه، والأب هنا يقوم بخلع نفسه عاطفياً من شخصية أبنائه ويختزل نفسه في دور أب له عاطفة وعلاقات مع الأبناء إلى مجرد مصدر للمال، وخيط الوصال هو اتصال تليفوني؛ ومهما اشترى لا يعوِّض ذلك الخلل أو يسترد تلك العاطفة، وهذا يكون مقدمة للانهيار الأسري أو التفكك. فتغيُّب الأب يخلق أبناءً مشوَّهين نفسياً وغير سالمين في نضجهم الاجتماعي، ولا يوجد فرقٌ بين مرحلة عمرية وأخرى أو ذكر وأنثى، فالأبناء قبل الثماني السنوات في حاجة ملحة لوجود الأب حتى يدخل وجدانهم من خلال العملية التربوية؛ وحتى لا يكون لأبناء أصحاب شخصية عرجاء، بالإضافة إلى أن غيابه عن مكانه يفتح الطريق أمام الأبناء للانحراف، فغياه عن مكانه لا شك يزيد من معدل الجريمة عند الأبناء، ويرى الدكتور أن الخطأ يقع علي كاهل الأب، فكأنه قصير النظر، يتصور أن حل المشكلة بالمال فحسب، رغم أن أعقد المشكلات لا تُحل بالمال، ولو أدرك أن تربيته لأبنائه أهم من جمع المال وتعليمه لهم أن يعتمدوا على أنفسهم كما يقول المثل الصيني "الذي يطعمني سمكة يشبعني يوماً، والذي يعلمني الصيد يشبعني سنة". فيكون أفضل من أن يترك له الأموال والعقارات و...إلخ. ولكن حتى نتكيف مع الوضع ويكون أقل إيلاماً على الأب أن يكون مراقباً للأم من حيث: هل تقوم بأدواره بشكل جيد؟ هل مازال دوره موجوداً؟ هل يشترك في أدق القرارات الأسرية تفصيلاً أم تهميشاً؟! فالأم لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تحافظ على وجوده بصورة دائمة، ولكن هناك للأسف بعض الأمهات اللائي لهن قدرٌ من الأنانية تنتهزها فرصة لتهميش دور الأب ويكون مردود ذلك على الأبناء كارثة لا محالة. والطامة الكبرى هي الأب الذي لا يدرك أن بُعده مشكلة تستوجب محاولة ضخ المشاعر بقوة لإنعاش الحياة بتلك العاطفة وليس ضخ مشاعر مادية أبداً، ومن كل هذا وذاك تأتي النتيجة الطبيعية والمنتظرة، تموت العلاقة بين الأب وأبنائه وهو متوهمٌ أنه يقدم لهم ما لا يحلم به كثيرون في عمرهم، ويصبح الأب ليس إلا "ضيفاً ثقيلاً" نتحمله مضطرين صاغرين لفترة ندعو الله أن تمر بسرعة البرق، ونودعه وعلى وجوهنا وألسنتنا مظاهر الحزن والشوق، وقلوبنا ترقص فرحاً لرحيل الضيف الثقيل وهذا وضع غير طبيعي!!

هذا والله من وراء القصد

أختنا الفاضلة / المسلمة 123

أشكر لك طرح هذا الموضوع لأتاحة الفرصة فى أبداء الأراء والحلول لمثل هذه المشاكل

الأسرية التى كثير منا يعانى منها .

وفقنا الله واياك وبارك الله لنا بعمرك

جزاك الله خير الجزاء

وسدد على الحق خطاك