عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 24-11-2007, 07:19 AM
ملِك ملِك غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المدينة: أرض الحرمين
مشاركة: 28
مستوى تقييم العضوية: 0
ملِك is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر MSN إلى ملِك إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ملِك
Thumbs up اختصر .. ولا تجادل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختصر .. ولا تجادل ..

يقولون : إن الناصح كالجلاد .. وبقدرة مهارة الجلاد في الجلد .. يبقى الألم ..
لاحظ : أقول : مهارة الجلد .. لا قوة الجلد !! فالجلاد العنيف الذي يضرب بقوة .. يتألم المضروب وقت وقوع السياط .. ثم ما يلبث حتى ينساها ..

أما الجلاد الأستاذ في صنعته .. فقد لا يضرب بقوة .. لكنه يعلم أين يوقع السوط ..

كذلك الناصح .. ليست العبرة بكثرة الكلام .. ولا طول النصيحة .. وإنما بأسلوب الناصح ..

فاختصر قدر المستطاع .. إذا أردت أن تنصحه فلا تلق عليه محاضرة ..

خاصة إذا كان الأمر متفقا عليه .. كمن تنصحه عن الغضب .. أو شرب الخمر .. أو ترك الصلاة .. أو عقوق الوالدين .. الخ ..

تأملت النصائح النبوية الشخصية المباشرة .. فوجدتها لا تزيد الواحدة منها على سطر واحد أو سطرين ..

اسمع :
يا علي .. لا تتبع النظرة النظرة .. فإن لك الأولى وليست لك الثانية ..

انتهى .. نصيحة باختصار ..

يا عبد الله بن عمر .. كن في الدنيا كأنك غريب .. أو عابر سبيل ..

انتهى نصيحة باختصار ..
يا معاذ .. والله إني أحبك .. فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..

يا عمر .. إنك رجل قوي .. فلا تزاحمن عند الحجر ..

وكذلك العقلاء بعدهـ صلى الله عليه وسلم يختصرون في نصائحهم ..

لقي أبو هريرة رضي الله عنه الفرزدق الشاعر فقال : يا ابن أخي إني أرى قدميك صغيرتين .. ولن تعدم لهما موضعا في الجنة .. يعني فاعمل لها .. ودع عنك قذف المحصنات في شعرك ..

وعمر رضي الله عنه .. كان على فراش الموت .. فجعل الناس يدخلون عليه تباعا يودعونه ويثنون عليه ..
وجاء شاب فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقدم في الإسلام ما قد علمت .. ثم وَلِيت قعدلت .. ثم شهادة ..
فقال عمر : وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي ..
فلما أدبر الشاب .. فإذا إزارهـ يمس الأرض .. مسبل أي إزارهـ تحت الكعبين .. فأراد عمر رضي الله عنه أن يقدم النصيحة للشاب .. فقال : ردوا علي الغلام .. فلما وقف الشاب بين يديه .. قال : يا بن أخي .. ارفع ثوبك .. فإنه أنقى لثوبك .. وأتقى لربك .. انتهى .. باختصار .. الرسالة وصلت ..

واترك الجدال قدر المستطاع ..
خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يكابر .. فالمقصود إيصال النصيحة إليه لا فتح المناظرة معه .. وقد ذم الله الجدال .. ( ما ضربوهـ لك إلا جدلا ) ..

أحياناً يقتنع الشخص بالفكرة .. لكن أكثر النفوس فيها أنفة وكبر .. كما قال تعالى عن فرعون وقومه لما عرفوا الحق وصدقوهـ بقلوبهم .. لكن منعهم الكبر من اتباعه .. ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ..

فالغاية عندك أن يعرف المنصوح الخطأ ليتجنبه في المرة القادمة .. وليس الغاية أن تنتصر عليه .. فلستما في حلبة مصارعة ..

دخل النبي صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة رضي الله عنهما .. ليلا .. فقال لهما : ألا تصليان .. أي ألا تقوما الليل ..
فقال علي : أنفسنا بيد الله .. متى شاء أن يبعثنا .. بعثنا ..
فولاهما النبي صلى الله عليه وسلم ظهرهـ ..
ومضى وهو يضرب بيدهـ على فخذهـ ويقول ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) ..

وأحيانا قد يذكر المنصوح .. كلاماً يعتذر به .. وهو ليس عذراً مقنعا لكنه يقوله .. ليحفظ ماء وجهه ..
فكن سمحاً واقبل العذر ولا تتشدد معه ..
ولا تغلق عليه الأبواب بل أبقها أمامه وأنت تنصح ..

حتى لو تكلم بكلام خاطئ .. فيمكن أن تعالج خطأهـ من حيث لا يشعر .. كأن تثني عليه .. وعلى فهمه وجرأته .. ثم تقول : ولكن .. ثم فند كلامه ورد عليه إن كان خاطئا ..

وجهة نظر ..

نبه على الخطأ باختصاااااااار .. ولا تلق محاضرة ..



منقول بتصرف من كتاب استمتع بحياتك للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي ..






التوقيع
منتدياتـ عشاقـ الفردوسـ الدعوية

صحوة فيـ زمنـ الفتنـ ..

http://www.oshaaq.com/vb/index.php