الموضوع: صنع في الصين
عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 13-07-2009, 01:09 PM
الصورة الشخصية لـ أبو عيــاد
أبو عيــاد أبو عيــاد غير متصل
مستشار
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المدينة: سطح المكتـب
مشاركة: 569
مستوى تقييم العضوية: 19
أبو عيــاد is on a distinguished road
وسام الويب الفضي 
عدد الأوسمة: 1 (المزيد ...)
Lightbulb صنع في الصين

بسم لله الرحمن الرحيم

حياكم الله احبتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بطبعي مغرم بالثقافة الصينية و ’ ثقافة الصناعة والأنتاج تحديداً ’ , لذلك قرأت الكثير من الكتب حولها
والكثير من المقالات ايضا , وفي هذا المقال يوجد كشف اسرار لبعض من الألغاز حول ’ صنع في الصين ’
قراءة ممتعه ..

,,,,,,,,,,,,

صنع في الصين جرب أن تذهب إلى أحد المولات أو الأسواق التجارية، أو أن تذهب إلى أحد الأسواق الشعبية، وأن تنظر إلى مكان صناعة البضائع الموجودة في هذه الأسواق، بالتأكيد لن تفاجأ إذا وجدت أن معظمها صنع في الصين.
أقول إنك لن تفاجأ لأن الموضوع لم يعد يقف في طور المفاجأة بل تجاوزها، إلى حدود الواقع، حيث أصبحت الصناعات الصينية تدخل في كل شيء في حياتنا، في أدق التفاصيل، في أشياء تجعلك تتوقف لتتساءل، كيف عرفوا أننا سنشتري هذا النوع، بهذا الشكل، بهذه الألوان، بهذه الإمكانيات، بهذا السعر ـ المنخفض غالبا ـ وكيف وصلوا إلى هذه الطبقات الفقيرة ولبوا احتياجاتها بأسعار تناسبها، حتى وإن كانت بجودة منخفضة.
أتذكر هنا مقولة تنسب إلى نابليون بونابرت تقول " عندما يستيقظ التنين فسوف يرتعش العالم"، والتنين الذي قصده نابليون هو الصين. ويبدو أن نبوءة نابليون بدأت في التحقق. والاستيقاظ الذي تبدو ملامحه ـ أو بدت منذ سنوات عدة ـ ليس استيقاظا عسكريا، كما قد يكون قصد بونابرت، لكنه استيقاظ اقتصادي، جعل الصينيين شركاء لكل مواطن عالمي في حياته. وباتت علامة وجود الإخوة الصينيين مثبتة بكلمة «صنع في الصين» الحاضرة في حياتنا جميعا اليوم.

عندما قرأت أن الايطاليين يأكلون طعاما صينيا كل يوم ـ حيث إن 20% من صناعة (الكاتشب) صينية ـ توقفت باسما. لكن قفز إلى ذهني، أن سجادة الصلاة التي نستخدمها اليوم، والتي تحدد اتجاه القبلة، هي أيضا صناعة صينية.والسبح صينية، والساعات صينية، والولاعات، ولعب أطفالنا، بل إن أغاني رمضان، من خلال فوانيس الأطفال، هي أيضا صينية، ولكنها تنطق بالعربية.

ففي مقابل حالة التسيب والاستسهال واللامبالاة التي نعيشها ـ وتعيش فينا ـ فإن الصحوة على الطرف الآخر، مختلفة. مجتمع قرر أن يحيا حياة عسكرية، لكن من أجل الإنتاج. جنود ولكن في المصانع. عقول تعمل بمنطق وهدف الانتشار وغزو الأسواق، قرروا أن يغزوا العالم بمنتجاتهم ليهربوا من الفقر، ولتتحسن أحوالهم المعيشية. وأظن أن أحد الفوارق الرئيسة بيننا وبينهم، هي أننا مازلنا نعمل بمنطق القرية، ويحكمنا الفكر الاقتصادي والتجاري الريفي، بمعنى أننا ننتج ما نحتاج إليه، ونبيع الفائض عن حاجتنا، وهو المبدأ السائد في الريف والمجتمعات البدائية، حيث يسود مبدأ المقايضة. هذا المنطق البدائي، هو الذي يسود علاقاتنا الاقتصادية والسياسية مع العالم.


الرؤية الصينية للأمور معكوسة. فهم منتشرون في كل مكان تقريبا، يمارسون شكلا جديدا من أشكال الجاسوسية، يتجسسون علي أذواقنا وعاداتنا. ما نحبه وما لا نحبه. ما نحتاج ومدى حاجتنا، وكيف تحتاج، ميزانيتنا الخاصة في بيوتنا، ثم يعودون إلى مصانعهم بهذه المعلومات الحيوية والمهمة، ليصنعوا، وينتجوا لنا ما نحتاج، بالسعر الذي يفاجئنا في رخصه، ويتم كل هذا بكل الجدية والانضباط والنجاح.

بينما أكتب هذه الكلمات، يمر أمام عيني إعلان على شاشة إحدى الفضائيات العربية الكثيرة، لشاب بائس يبدو تعيسا مأزوما. وفجأة، ينقلب حاله لنجده سابحا في مسبح، بجانبه حسناوات. متحدثا في هاتفه الجوال. ناصحا الطرف الآخر، بأن يفعل كما فعل ليخرج من كل مشاكله المالية والاقتصادية والحياتية، قائلا لصديقه: ألم تتصل بـ 0900؟

ولمن لا يعلم فإن 0900، هو خط مسابقات بأسئلة تافهة تعطي جائزة واحدة لشخص واحد، بعد أن تستغل سذاجة الملايين.
الصينيون قرروا أن يقهروا الماضي، ويغزوا المستقبل بفكر إنتاجي، ونحن نبحث عن حلول واقعنا من خلال.0900


عبداللطيف المناوي
من صحيفة الوطن السعودية .






التوقيع
انا اعمل و اؤمن بالتالي :
- كل ماتراه عظيما في الحياة , بدأ بفكرة ومن بداية صغيرة .
- قضاء سبع ساعات في التفكير والتخطيط بشكل واضح , افضل من قضاء سبع أيام دون توجية او هدف .!

- أفكاري , مقالاتي , رؤيتي هنا