وحشتونا يا اهل الويب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لماذا أقتل , فجر , أهدم ؟ سمعنا , وسنسمع مستقبلاً فتاوى ' أقتل , فجر , أهدم ' .. مطلقين هذه الفتاوى لايتوقفون عن إثارة الرأي العام عليهم ودائما هم الصواب والبقية خطأ , -برأيهم هم فقط- المجتمع مجرد جنسين ذكر وانثى لذلك يجب تفرقتهم وعزلهم عن بعض في جميع مناحي الحياة , وإلا لحدثت كل الكوارث .!!
لديهم شك وريبة في كل شي جديد , يؤمنون ' بالمؤامرة ' لذلك اي تقدم إقتصادي ,تقني ,رياضي , فني في هذا البلد هو مجرد مؤامره للفساد والرذيلة , ويجب عليهم إيقاف مثل هذه المعاصي .! لديهم ' فوبيا ' عجيبه من النساء , يعتقدون أن كل النساء في هذا البلد ماهن إلا مشروع للمعصية والرذيلة , لذلك يجب غلق البيوت عليهن , وحرمانهن من المشاركة في بناء المجتمع .!
أمامشكلتهم العظمى فهي مع التيار الليبرلي الذي بدأ يأخذ حصة أكبر في الصحافة والإعلام ويجد قبول من بسطاء الناس الذين قد لايفرقون ولايعترفون احياناً بالتيارات الموجودة , وقد لا يفهمون توجهاتها لكنهم يميلون لأفكار وكتابات أصحاب هذا التيار التي تنادي بنبذ التعصب ومحاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وإصلاح نظام التعليم ,ونشر الفنون ورعايتها وكثير من الأفكار والتوجهات التي تنطبق مع طموحاتهم , ويغفل عنها أو لايحبذها أصحاب التيار المتشدد الذين يغرقون في قضايا اخرى اقل أهمية للمجتمع .
في حين أن بعض الليبراليين يستغل مساحة الحرية ودعم الأغلبية لأراءه فيقذف السم في العسل ويسخر من المتشددين , بل قد تجره السخريه احيان للتطاول على الدين .!! وهم كتاب قله لاهدف لهم إلا تصفية الحسابات الشخصية وبث الكره والحقد . وهنا تيرز معركة بين تيارين فكريين , تكون محصلتها ' صفر مكعب ' فهي لاتعود على المواطن او الوطن بإي فائدة تذكر , أنما تدور في فلك ' تصفية الأحقاد الشخصية ' وتشغل بال الكثيرين هنا في الصحافة والإعلام والأنترنت , فتجد سجالات من الردود , وتصيد للأخطاء وبث للفتن .
هاذين التيارين الفكريين ربما - أقول ربما - يصبحان تيارين دمويين لكثرة مابينهم من الكره , نعم هنالك كره , والأنترنت يعكس هذا الكرة والحقد ' من يتصفح مواقع كلا التارين سيلمس هذا الكره المتبادل الذي يصل للقذف والسب واللعن واحيان الدعوه للقتل واباحة الدم..!!
هنالك طرفين يشعلون هذا الحقد والكره الطرف الأول هم' اتباع اللبراليه ' بعضهم لايعلم انه يعتنق افكار ليبرالية ' وبعضهم يعلم ويرفض هذا الوصف , ربما حتى لايعيرة اصحاب التيار اﻵخر , والبعض اﻵخر يميلون لكاتبات وفكر كاتب ليبرالي معين,اما الصريح منهم من يعتنق التيار ويؤمن فيه ويعتقد انه الأفضل للمجتمع , والأغلبية هنا لايستخدم عقله في فرز وتحليل هذا التيار بل تجده يشارك في اي تظليل لكلام المشائخ وتحوير لأي رأي ناصح ليكون رأي فاضح , وهم هنا ينجرفون مع هذا التيار لكي يحققون شي من المكاسب في حرب خاسرة ضد التيار اﻵخر .
والطرف اﻵخر هم ' اتباع المطاوعة ' هؤلاء لديهم ولاء لشيخهم تجدهم يكرسون جل وقتهم للدفاع عنه سواء كان مخطي ام مصيب , '' قد يحدث احيان تصادم بين اتباع لمطوع واتباع لمطوع آخر '' عموماُ هؤلاء الأتباع لديهم طاعه عمياء لشيخهم فهم يعتقدون بإن رأيه صواب لايحتمل الخطأ وراي غيره لايفكرون في صوابه من خطأه , بل هو مجرد رأي عدواني الهدف منه النيل من شيخهم .!! يحيطون شيخهم بنوع من القداسة , فهو منزه عن النقد والخطأ , واي انتقاد يوجه له فهو انتقاد للدين والوطن , يربطون كثيراً بين الفساد واللبرالية ,ويعتقدون ان هذا التيار هو تيار فاسد مارق ويؤمنون بشكل كبير بالمؤامرة فكل حدث او تطوير او تقدم او عملية بناء في المجتمع هي مؤامرة للتغريب والانحلال والتفسخ من الصعب ثنيهم عن رأيهم لأنهم لايؤمنون بالرأي اﻵخر .
هؤلاء ' الأتباع ' هم شعلة وأدوات الصراع هنا , انا أسميتهم ' اتباع ' في كلا التيارين لأنهم يعيرون عقلهم وتفكيرهم وأدمغتهم لمن يتبعونه فلا يحللون رأيه ولا يفهمون كلامه ولايخطأونه لو اخطا بل ينجرفون معه إما في تشدده وتعصبه أو تفسخه وانحلاله وسقطاته ..!
بالعودة على المجتمع ليس هنالك فائدة تذكر من ' قتال تلك التيارات واتباعها ' بل على العكس هي تسهم في إضاعة كثير من الجهد والفكر والوقت حتى ولو ربطت ' خلافاتهم ' في قضايا كبرى
لماذا نسمع دائما من هذا البلد أصوات تقول : أقتل ,فجر , أهدم , ثم تأتي أصوات أخرى تسخر وتشتم هذه الأصوات ليبدى ' مناقر ديكة ' يشترك فيه ' الأتباع ' من كل التيارين .في حين تغيب الأصوات الهادئة العاقلة , هل الساحة مفتوحه فقط لأصحاب الأصوات العالية الذين لايتقنون إلا الصراخ ولايفهمون الحوار .!! ؟
لماذا أقتل , فجر , أهدم ؟
النمط المتتابع
