بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
أما بعد : 
سأحكى لكم اليوم قصة جميلة بعنوان ( دعت علينا لا لنا ) قرأتها في كتاب طرائف وعجائب حول التاريخ للدكتور أحمد عبد العال الطهطاوي
ولنبدأ القصة : 
دخلت امرأة على هارون الرشيد , وعنده جماعة من وجوه القوم , فقالت : يا أمير المؤمنين أقر الله عينيك , وفرحك بما أتاك , وأتم سعدك 
, 
لقد حكمت فقسطت . 
فقال لها : ممن تكونين أيتها المرأة ؟ 
فقالت من آل برمك وممن يتمت أطفالهم ورملت نساءهم , فأعجب القوم بفصاحتها , وأمر لها الرشيد بأموال وافرة , وبعدما خرجت , قال الرشيد لأصحابه : 
هل تعلمون بأن المرأة دعت علينا لا لنا ؟! 
قال الحاضرون : وكيف ذلك ؟! 
قال أما قولها ( أقر الله عينيك ) فإنها تعنى الاستقرار والعين إذا استقرت عميت . 
وقولها ( فرحك بما أتاك ) فقد أخذته من قوله تعالى : " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة " . 
وقولها ( أتم سعدك ) أخذته من قول الشاعر : 
إذا تم شيء بدا نقصه ترقب زوالا إذا قيل تم 
وأما قولها ( لقد حكمت فقسطت ) فقد أخذته من قوله تعالى " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " 
فأعجب الحاضرون بذكاء الرشيد أكثر من إعجابهم بفصاحة المرأة . 
قد انتهت القصة وأتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم ونسألكم الدعاء بالخير لكل المسلمين 
مع تحياتي عبده الأقصرى www.abdo2340.webs.com