هي ذي قتلها الشوق وبرح بها , ومما ذاك وقد فاضت بحار الحب تسقي المحبين من العذب الزلال ؟ وتغسل أدران الروح مما علق بها ؟؟ أو تتحدثين مثلهم عن الحب ويوجعك النوى ويؤلمك البعد كل هذا الألم ؟؟
ومما العجب ! ورسائل الحب قد ملأت الدنيا شوقا وتوقا إليه ! عجبي أن نفر ممن نحب ونعذب قلوبنا بالإدبار عن المحبوب والإقبال على غيره ؟؟
العطش يتسلل بالموت البطيء إلى جذور الوردة , يحرمها الحياة ويمنعها حقها أن تنثر الشذى فتشرئب بعنفوان المسبح لله الراجي عفوه وكرمه , تهمس بحب وتذلل : رباه لا تحرمني جودك وكرمك واشملني برحمتك يا أرحم الراحمين .
فأتذكر المؤمن وهو يرتشف كأس الإبتلاء بمزيد من الصبر والتصبر , يتطلع بخافق وجل إلى السماء ويمد يديه يعانق الثريا حينما يردد :
رباه عبدك الضعيف الفقير يرجوك أن تمن عليه برحمتك وكرمك وأن تعفو عنه , يؤرقه شوقه ويلهبه توقه إلى القرب أكثر وأكثر . قطرات الندى تبلل الشفاه المتعطشة لرحمة الله فأنى لنا ألا نسجد شاكرين لمن رسائل حبه تترى ليلا ونهارا .
ألا ترين أن الحب الخالص هو مصدر سعادتنا ؟؟؟؟
وكأني بقلوب تترنح بين محبوبات كثيرة , قد علقت بالدنيا واستهوتها الشهوات والشبهات , أرى أن الحب هو نعيم حقيقي ندركه بطاعتنا لله هنا ويتحقق كاملا سعادة وطمأنينة وسكينة بين دروب المحن , فينجلي لنا ذاك العالم السرمدي عندما تتحقق فينا معاني العبودية الحقة , هي رسائل حب لا تنتهي أبدا , لنا أن نجمع بعضا من لؤلؤها ودررها ونضعها تاجا على جبين سجد لله ,وتذوق طعم السجود ....
رسائل حب متجددة ...
النمط المتتابع
