بالفعل كان هذا الحلم يراودنى منذ الصغر
وهو حلم الاتصال الدائم بشبكة الانترنت دون عوائق ودون عدّاد يعدّ عليك ساعات الدخول
وفاتورة شهرية تفضح مدةّ مكوثك اونلاين امام أهلك
حلم جميل زاد من روعة النتّ فى عيونى ..فالممنوع عندنا دائما ... مرغوب !!
ففى الساعات القليلة التى كنت ازور الشبكة فيها منذ زمن كان دائما يصاحبنى تفكير وشعور أنّ ما خفِى منها كان اعظم
وإن كنت فى هذه السويعات وجدت العلم والفائدة والمعرفة وكل ما أبحث عنه وأهتمّ بمعرفته
فكيف بـ 24 ساعة اتّصال فى اليوم ؟!!
مرّت الأيّام واستمرّت السهولة والانتشار تنال حظّها مع الشبكة مثل كل التقنيات الحديثة التى سرعان ما انتشرت ورخصت اسعارها فى الآونة الخيرة
وكل يوم تصبح فى المتناول أكثر
أخيراً حقّقت حلمى ..وامتلكت هذا الراوتر الذى سيتيح لى استخدام الشبكة وتصفّح هذا العالم المذهل على مدار اليوم
فى بدايات تركيبى للدى اس ال قد اكون لم اغادر جهازى الاّ للضروريّات
كنت اريد أن أنهل من عالم بالنسبة لى ملئ بالكنوز
وبالفعل وفقنى ربى للدخول على مواقع اكثر من مفيدة تعلّمت منها الكثير واستفدت منها أكثر وقد تكون هذه البدايات سبب تواجدى هنا فى الويب فى يوم من الأيّام بما تعلّمته فيها
أحببت جهازى وأدمنت الانترنت مثل الكثير هنا وهناك
اقتربت منه اكثر واشتركت فى عدّة مواقع وتعرّفت على صديقات من جنسيّات مختلفة
كنت أحسّ بشعور لا يقارن وانا عندى صديقات مقربات من اكثر من دولة عربية نتعاون معاً فى مشاريع خيرية وتخصّ الأمّة الاسلامية بأكملها ..مهما بدا مجهودنا بسيط امام ضخامة الامانة ..ولكن كنّا نشعر على الأقلّ أننا لسنا مكتوفين او صامتين
وخروجاً من هذا الحديث الذى قد يبدو شخصى بعض الشئ ولكنّ قصدى منه كبير ان شاء الله
انى بالصدفة وعن طريق البريد وصلتنى دعوة لموقع ما
دخلته بسذاجة ..فالدعوة شيك والكلمات طيبة
عرفت فيما بعد انها مواقع شات ترسل دعوات عشوائية
ولكن هالنى ما رأيت فيه من الاسفاف والابتذال والبعد عن كل قيم مجتمعاتنا واسلامنا
ولم اخرج منه الاّ بانشاء صفحة واقعية خفيفة فيه ناقشت فيها بموضوعية الكثير من مرتاديه عن اسباب هذا الفراغ وهذه التفاهات والابتذال
وجدت بهم القليل العاقل
ومن عقلهم نصحونى بألا احاول البقاء هناك لأنّ برأيهم أن هذا المستنقع هو من سيشدّنى معه الى اسفل ولن استطع انا ان ارتفع به
لكبر حجم المصيبة فيه
وبالفعل تركته مع ااول شعور منى اننى لن احقق المزيد هناك
وفى يومٍ آخر فى زمانٍ آخر
وللعلم بالشئ دخلت احد هذه الغرف التى يسمّونها بغرف الشات والدردشة وكانت اول معرفتى بها
لأجد رصيداً آخر من الابتذال والتفاهة وعلى اقل تقدير اضاعة الوقت فى اللاشئ
كلمات وحوارات لا معنى لها
وجمل تفاجئك بين الحين والآخر..تتعجّب أنّها خرجت من افواه عربيّة !!!
كانت ثانى وآخر مرّة احاول فيها خوض عالم لا أعرفه على الشبكة
فما هذا العالم؟؟ولماذا ؟؟ وكيف ؟؟ ومتى؟؟
علامات استفهام كثيرة راودتنى زادت من هذه الأسئلة الحائرة بداخلى
يا ويحَ قلبى !!
هل يعقل ان تحمل نفس الشبكة تلك الفاذدة العظيمة والعلم الواسع والثقافة المختلطة
وتحمل فى نفس الوقت كل هذا الكمّ من الانحطاط فى العقل والفكر والثقافة ؟؟!!!
ولكن بالطبع هذه طبيعة الحياة والكون
ففى كل مكان يوجد الجيّد والخبيث
وفى كل مجتمع يتزامن وجود الفضيلة والرذيلة بين افراده
وعلى الانسان العاقل الاختيار
فإمّا الطريق الأخضر الملئ بالنجاحات والطموح حتى لو بدا صعبا ولكن بالتأكيد بالنهاية ستحقق شئ
..حتى ان لم يكن بمجهودك فهو بتوفيق الله لك من تكرار المحاولات والصبر والعزيمة
وإمّا طريقاً اسوداً اذا خرجت منه صفرا كما دخلت ستكون افضل الناجين
ولكن الخوف كل الخوف ان تخرج بقيمة سالبة
تفقد فيما بعدها احترامك لذاتك ولشخصك مهما كانت شخصيتك على الشبكة مزوّرة او محجوبة
فستبقى بينك وبين نفسك اعرف بنفسِك من غيرك ومدرك لما فعلت وتفعل حتى و لو بعيداً عن مرأى ومسمع من حولك
كانت هذه اولى صدماتى وقد تكون اصعبها على الشبكة
ولكن هناك ما زال فى جراب التجارب الكثير والكثير
وفى جراب التساؤلات اكثر واكثر
فقد يكون للحديث بقية
مع العلم انّ هذه الكلمات تواجدت هنا بهذه البداية
لكى تنبّه من لا زال فى بداية خطواته بالشبكة
ان الطيب موجود
والخبيث موجود
وعليك انت ان تختار طريقك دائما ...
ويمكنك فى النهاية اثبات ذاتك
فاعلم انه سباق لـ
تكون أو لا تكون !!!
ما زال للحديث بقية بصدمات اخرى
ولكن قد تكون أخفّ واكثر استدعاءا لتساؤلات اتمنى وقتها مشاركتكم الرأى فيها
لأعلم هل بالفعل ما زال هذا هو العالم الذى كنت احلم بالخوض فيه ؟؟ ام ان عالمى كان نسج خيالات واحلام ؟!!
وبالفعل ما ذكرتيه حصل معي تماما واكيد حصل مع الجميع
اول ما ركبت الراوتر ووضعت لي انترنت ، 24 ساعه جالس ، لكن الان كل شي طبيعي
وام بخصوص الشات فعلا انه عالم سخيف وعالم ملي باالقذاره واعتذر على هذه الكلمة
الشات بيت القذاره ، وحتى لو دخله شخص مؤدب ومتربي سيصبح من امثالهم يوما ما
وما اجمل مخالطة العلماء والادباء
واشكرك استاذتي على الموضوع الاروع من رائع
واشكرك استاذى الكريم على مرورك وكلماتك التى بالتأكيد زادت من روعته
وبالفعل مخالطة العلماء والأدباء والمثقفين بصفة عامة لها طابع خاص وتثقل شخصية الانسان بالمزيد من الحكمة والحنكة فى الحياة
وكم كنت أتمنى ان يكون النت هو المجال الأول والراعى الرسمى لهذه المخالطة التى لا تتحقق لنا كثيرا فى الواقع
وجدت بالفعل دروبا لها ولكنها تعتبر نادرة و بسيطة بالنسبة لحجم الشبكة
لى ملاحظة بسيطة على مخالطة السفهاء ايضا
فاعتقد ان التربية والدين والثقافة والتعليم لابد ان يكونوا حاكما للانسان فى النهاية
فليس من المعقول ان من عاشر السفهاء قليلا سيصبح سفيها مثلهم بسهولة متجاهلا كل.. سنوات عمره و...تربية وتعليم اهله
بالتاكيد الوازع الدينى والاخلاقى سيكون له الأثر فى عدم تأثره بهم او على اقل تقدير العودة للطريق القويم سريعا
ان حدث قليل من التأثر بهم فى مرحلة من المراحل
انا تقريبا من بداية 2008 بديت ادخل المواقع العربية
وأول شي تفاجئت منة هوة كثرة المنتديات العامة الي لا معنى لها وكثرة الشاتات
و الغريب هوة انو مافي مواقع أجنبية فيها شات معنو برنامج الشات الي سوة ناس أجانب
ولو نلاحض الان أكثر المواقع العربية الناجحة " أقصد المنتديات العامة الناجحة "
مكونة من ( منتدى + شات + سكربت الجوال الخ ) وعلى هاذا المنوال وما خفي كان أعضم
ما نقول غير الله اليستر من الجاي
مشكورة أخت نجلاء موضوع جميل .
ومشكور استاذى على مداخلتك الأجمل وتواجدك هنا
فلقد وضعت يدك على جرح عميق جرح الكثير من خيالاتى بالشبكة
وقد يكون محور ما تبقّى من احلامى المرة القادمة ان شاء الله
المنتديات
ما حلمت به من مفهوم هذه الكلمة ...وما خالفه من واقع ..وكعادة اسئلتى
لماذا ..وكيف ..والى اين؟؟
واحزنتنى كلمة الناجحة التى تلت وصفك لتلك المواقع العربية
لأنها وضعتنا على ارض واقع آخر اصبح يتحكم فى منتجات الشعوب العربية الأدبية والثقافية فى الكثير من الأحيان
وهو واقع السطحية وثقافة التيك اواى
فبالفعل هذه هى المواقع التى تنجح فى استقطاب اكثر شبابنا
لان الشباب ببساطة
اصبح يبحث عن اللافائدة واضاعة الوقت
والحرية الزائفة الممثله فى التحرر من اهم ما يميزنا نحنُ العرب من الكثير من الصفات التى تاهت فى رحلة اللهث وراء الغرب وتقليده الأعمى
ولكن لا تزال احلامنا مستمرة وآمالنا ترفض الرحيل
تقبل تقديرى وامتنانى لتواجدك هنا استاذى
اطيب الأمانى لك