[د.نجلاء نور الدين]

مساء الخير والورود للجميع

سؤال قد يبدو غريبا ولكنّه ما يزال يلحّ علىّ

فهل بدأنا حياتنا بعد؟؟!! وما المقصود بكلمة الحياة هنا لكى نستطيع الاستمرار فى طرح السؤال وما تبعه من اسئلة؟!!

بالطبع لم اقصد تلك الحياة التى نحياها للطعام والشراب والنوم والعمل الروتينى ونفس الأحداث اليومية

بل اتحدّث عن تلك الحياة التى يقاس بها عمر نجاح الانسان وطموحاته وتأثيره فيما حوله وتفاعله معه


الحياة التى يصنع بها الانسان الفارق المهمّ

بين اليأس والأمل
بين النجاح والفشل
بين الحب والكراهية
بين حبّ الذات وحبّ النّاس
الحياة التى نُعطى فيها أكثر ممّا نأخذ
الحياة التى نُذكَر بها بعد الموت ليترحّم علينا غيرنا بما صنعناه فيها
الحياة التى نترك عليها بصماتنا ولا نستسلم لكل تلك البصمات المطبوعةعلى خطواتنا فيها
الحياة التى نقول بأعلى أفواهنا فيها
نحن لها نحن لها
وليس غيرى لها غيرى لها


هذه هى الحياة التى عنها سألت

فياترى من بدأ منّا حياته بعد ؟؟

فهل حددّنا هدفاَ لنا لم يصل اليه غيرنا من قبل؟؟

هل وضعنا خطّة لشبابنا وما ننوى استغلاله فيه كى نستفيد منه فى هِرَمنا ونجنى ثماره

هل كنّا فى يومٍ ما نحنُ ..وليس تقليداً لغيرنا او استنساخاً منه ؟؟

هل فكرنا فى بصمتنا التى تركناها بالحياة وكيف سنجعلها مختلفّة عن بصمات جميع من حولنا؟؟

*********

الكثير فكّر واجتهد وتوصّل للفكرة واصابه اليأس عند تحطّم اماله على اول جدار عازل بين الخيال والتخطيط وبين الواقع الذى نحياه

فهل فى قمّة يأسك تذكرت ان الفشل ما هو إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح

فلا تتردّد فى البحث عن تلك الفرص للنجاح وسط احباطات الفشل


(فلن يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات)



وابحث فى جميع الأحوال عن ميادين للعطاء فأؤمن أن سر كبير من اسرار النجاح هو العطاء وعدم البخل بالمساعدة والعلم والعمل للجميع
فهذا عمل يبارك الله فيه دائما باخلاص النوايا

وتذكّر أنّه...

(خلق الله لنا يدين لنعطي بها فلا يجب إذا أن نجعل من أنفسنا صناديقاً للادخار وإنما قنوات ليعبرها الخير فيصل إلى غيرنا)



ابدأ الآن
ابحث عن نفسك
عن هدفك
اجعل لك هدفاً بعيداً ومراحل متعددّة للوصول اليه باهداف اقرب
هدفاً اسمى من الحياة نفسها
هدفأً يحدث الفارق المهمّ فى الحياة ويترك لك بصمتك
وكن واثقا أنك لها ..وأنّك بقدر هدفك مهما يكن بعيدا طالما تملك الاصرار والطموح والإرادة

وتذكّر أن ...

( إنساناً بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور )



ولا تنسى ان تجعل اول هدافك فى اختيار هدفك ان يكون وفقا لما يرضى الله ورسوله
وثقلا فى ميزانك وبنيّة نصرة المسلمين وعلوّ شأنهم وسط تقدّم الغرب وغياب عقولنا وتفوقاتنا فى دهاليز ومشاكل
وأحيانا رفاهية الحياة
فهذا هو الفارق المهمّ بينك كمسلم وبين غيرك




وكن واثقاً

(أنه من عجائب الحياة ،إنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة ، فإنك دائما تصل إليها )

أطيب الأمانى لجميع من سيفكّر فى شكل بصمته من الآن