و لبنان يوقف أربعة ضباط من قادة الأمن في قضية اغتيال الحريري
قالت تقارير صحفية في لبنان إن مصادر تحدثت عن أن الموقوفين الثلاثة هم قادة أجهزة الأمن العام اللواء جميل
السيد، والأمن الداخلي العميد علي الحاج، واستخبارات الجيش العميد ريمون عازر· كما أفادت مصادر أمنية، بأن
مذكرة توقيف صدرت بحق قائد الحرس الجمهوري في الجيش العميد مصطفى حمدان، الذي دارت حوله شبهات
كثيرة بالتورط في اغتيال الحريري· وأضاف المصدر نفسه، أن حمدان وصل إلى مقر لجنة التحقيق الدولية للمثول
أمامها· وقالت المصادر إنه تم إلقاء القبض أيضا على مجموعة من الأشخاص· وأضافت أن رئيس الحرس
الجمهوري مصطفى حمدان وهو الوحيد من قادة الأجهزة الأمنية المؤيدة لسوريا الذي بقي في منصبه، وصل إلى
مقر لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، بعد ساعات قليلة من اعتقال ثلاثة من كبار قادة الأجهزة الأمنية
السابقين· وأوضح المصدر أن حمدان وصل بملء إرادته إلى مقر اللجنة في منطقة المونتفردي (شمال ـ شرق بيروت)
، بعد صدور مذكرة توقيف بحقه عن القضاء اللبناني على ذمة التحقيق في الجريمة التي وقعت في 14 فيفري·
وحمدان الذي أصبح قائدا للحرس الجمهوري عند تسلم رئيس الجمهورية إميل لحود منصبه عام ,1998 هو الوحيد
من رؤساء الأجهزة الأمنية الذين لم يستقيلوا من منصبهم بعد صدور قرار لجنة تقصي الحقائق الدولية في اغتيال
الحريري· ويوشك فريق التحقيق الدولي في واقعة اغتيال الحريري على الانتهاء من عمله، ومن المتوقع أن يعلن
رئيس فريق التحقيق ديتلف ميليس نتائجه لمجلس الأمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة· كما قامت قوات الأمن
بمداهمة منزل النائب السابق ناصر قنديل، ولكنه لم يكن موجودا في منزله لحظة المداهمة· ونُقل عن مصادر أمنية،
أن قنديل غادر البلاد إلى دمشق، وطالبته السلطات بسرعة تسليم نفسه إلى لجنة التحقيق الدولية· وقال رئيس
الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الاثنين إن رئيس الحرس الجمهوري ومسؤولي أمن سابقين مؤيدين لسوريا
مشتبه بهم في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري· وأشار المصادر إلى أن رئيس لجنة التحقيق
الدولية اجتمع مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة· وأضاف أن التوقيفات جاءت في أجواء توتر في لبنان، إثر إبلاغ
لجنة التحقيقات الدولية السلطات الأمنية اللبنانية بوجود لائحة شخصيات لبنانية معرّضة للاغتيال، ما أدى إلى
مغادرة عدد من هذه الشخصيات البلاد إلى الخارج· وكان النائب اللبناني جبران تويني أكد الاثنين أن لجنة
التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، أبلغت السلطات الأمنية اللبنانية
بوجود لائحة شخصيات لبنانية معرضة للاغتيال· وقال تويني في حديث لإذاعة الشرق التي تبث من باريس، تسلمت
وكالة الصحافة الفرنسية مقتطفات منه ''هناك تهديد مباشر لبعض السياسيين اللبنانيين وأنا واحد منهم''· وذكر
التويني، أنه تلقى ''شخصيا تقريرا من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، يبين أنهم بلّغوا من لجنة التحقيق الدولية
معلومات تفيد أن هناك لائحة بأسماء بعض السياسيين اللبنانيين الذين قد يتعرّضون للاغتيال·· ومن الأسماء التي
كشف عنها اسمي''· وتأتي تصريحات تويني بعد تأكيدات مماثلة عن وجود لائحة سوداء من قبل النائب وليد
جنبلاط ومن الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي الذي اغتيل في 21 جوان الماضي في
انفجار استهدف سيارته وسط بيروت· وتزامن توقيف كبار القادة الأمنيين السابقين، مع إلغاء الممثل الأعلى
للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا فجأة زيارته المقررة أمس إلى بيروت·
وترددت معلومات صحفية عن إلغاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن المكلف بمتابعة
تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 زيارته المقررة إلى لبنان الأحد المقبل، دون أن تتضح الأسباب· وأدى
مسلسل الاغتيالات الذي استهدف المعارضة المناهضة لسوريا، إلى مقتل الحريري والنائب باسل فليحان في 14
فيفري الماضي، ثم الكاتب والصحفي سمير قصير في الثاني من جوان الماضي، بعد محاولة فاشلة لاغتيال النائب
مروان حمادة مطلع أكتوبر الماضي· كما نجا وزير الدفاع إلياس المر صهر رئيس الجمهورية أميل لحود القريب
من سوريا، من محاولة اغتيال استهدفته في 12 جويلية الفائت· وقد اعتبر تقرير رفعه إلى مجلس الأمن إبراهيم
الجمبري مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية، أن التحقيق بمقتل الحريري حقق تقدما، لكنه قال
إن ''عدم الاستجابة السريعة لسوريا أبطأ عمل اللجنة''·
|
النمط المتتابع
